مراحل التّرسّل التّاريخيّة للأدب العربي: من نافذة الفنّ، والأدب

الملخص

تناول هذا البحث الحديث عن فنٍّ من أبرز الفنون الأدبيّة, وتطوّره عبر العصور، وهو (فنّ التّرسّل)، فقد مرَّ بمراحل متعدّدة، وشهد تغيّراتٍ كبيرةً من حيث: الأسلوب، والغرض. وكان هذا الفنّ أداةً هامّةً في الحياة السّياسيّة والدّبلوماسيّة، وكذلك وسيلةً للتّواصل الاجتماعيّ والأدبيّ، ممّا يجعله جزءًا مهمًّا من التّراث الأدبيّ العربيّ والإسلاميّ. وتكمن أهمّيّة الكتابة في هذا الموضوع في أهميّة فنّ التّرسّل في الأدب العربيّ، وخاصّة النثر، وهي قضيّةٌ تخفى على كثيرٍ من دارسي اللّغة العربيّة، كما أنّ الكتب التي تناولت هذه القضية تختلف بين مسهبٍ، وبين مختصر مخلٍّ، وخاصّة في الجامعات الأفغانيّة، فجاء هذا البحث ليلقي بالضوء على هذه القضية الأدبية المهمة بأسلوب سلسٍ مشوّق وبعبارات سهلة، متبعًا المنهج (التاريخي، والتحليلي، والوصفي، والمقارن) للوصول إلى أهدافها. وللبحث عن هذا العنوان لابدّ من التّكلّم عن الكتابة وأدواتها، وأشكال الرّسائل، فبدأ البحث بالكلام عن العصر الجاهليّ ممهّدًا للبحث عن وجود الكتابة وأشكال الرّسائل وموضوعاتها في ذلك العصر ومعنى التّرسّل، ثمّ عن الكتابة وصفاتها وميزاتها في صدر الإسلام، مع بيان موضوعات رسائل النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وخصائصها تمهيدًا للكلام عن التّرسّل في العصر الإسلامي، ثمّ بيان أعلام التّرسّل بصورةٍ موجزةٍ في العصور الأدبيّة المتعاقبة، مع ذكر بعض النّماذج النّثريّة. وانتهى البحث بنتائج عدّة، من أهمّها: أهمية فنّ الترسّل في تطوير الأدب العربي عامّة، والنثر خاصّة، وإنّ هذا الفنّ قد مرّ بمراحل عدّة في التطور، وكل مرحلة تميّزت بميزة وأهداف خاصّة، وهناك أهداف أساسيّة لفنّ الترسّل، تتمثّل في: نقل المعلومات، والتّعبير الشّخصي، والتّوجيه، وتعزيز العلاقات السّياسيّة والاجتماعيّة، والتّوثيق التّاريخيّ، وإبراز الإبداع الأدبيّ.