بواعث التغير الدلالي في اللغة العربية بين القدماء والمحدثين

الملخص

يُلخِّص المقال ظاهرة التغير الدلالي في اللغة، مُعرِّفاً إياها بأنها تغير في العلاقة بين اللفظ والمعنى. يُقسِّم المقال أسباب هذا التغير إلى عوامل مقصودة (كالمجامع اللغوية) وعوامل غير مقصودة وهي الأهم في الدراسة (كالحاجة، والتطور الاجتماعي، والعوامل اللغوية الداخلية). أهم عوامل التغير الدلالي؛ الحاجة إلى كلمة جديدة: عندما يظهر معنى جديد، يُستعار له لفظ قديم، مما يغير دلالته. التطور الاجتماعي والثقافي: يؤدي إلى انتقال دلالة الألفاظ من المعاني المحسوسة إلى المجردة. الاستعمال اللغوي: يؤدي إلى تغير الدلالات عبر الأجيال، وقد ينتج عن سوء الفهم أو الابتذال (مثل كلمة غائط). المجاورة السياقية: كثرة استعمال كلمة بجوار ألفاظ معينة يؤدي إلى اكتسابها دلالة جديدة، مثل كلمة الفشل التي تغير معناها من الجبن إلى الإخفاق. عوامل نفسية: كالمجازات الفنية والاستعارات التي يستخدمها الأدباء لتوسيع دلالات الألفاظ. التأثير الأجنبي: اقتراض الكلمات أو ترجمتها الحرفية من لغات أخرى (مثل كلمة تدخُّل بمعنى عملية جراحية). التطور الصوتي: تغير أصوات الكلمة قد يجعلها تشبه كلمة أخرى، مما يؤدي إلى اختلاط المعنيين. اختصار العبارة: استخدام كلمة واحدة لتدل على معنى عبارة كاملة (مثل كلمة ذوات التي اختصرت من "ذوات الأملاك"). كثرة الاستعمال: الاستعمال المتكرر للكلمة يجعلها تكتسب دلالات متنوعة ومتعددة. الابتذال: انحطاط معنى الكلمة لظروف اجتماعية أو سياسية (مثل كلمة الحاجب). يُشير المقال إلى أن اللغويين المحدثين هم من قاموا بدراسة هذه الظاهرة بشكل منهجي، لكنه يُبرز دور علماء اللغة القدامى مثل أبي حاتم الرازي الذي تنبه لبعض هذه العوامل. وقد قسّم الرازي الألفاظ العربية إلى: قديمة موروثة، قديمة بدلالات جديدة (متطورة)، جديدة في صيغها ودلالاتها، وألفاظ معربة. كما ذكر المقال أمثلة من القرآن الكريم على ألفاظ لم تكن معروفة للعرب قبل الإسلام، مثل تسنيم، وسلسبيل، وغسلين. يجب أن يذكر أن الباحث استفاد في إعداد المقال من منهج الوصفي التحليلي.